أخبار وتقارير

خلافات الحراك تعكس نفسها في مهرجان الضالع..

مشعل الخبجي:

شارك الآلاف من أبناء محافظة الضالع، صباح أمس الاثنين، في مهرجان جماهيري خصص لإحياء ذكرى لثلاثة من شهداء الحراك الجنوبي، الذي سقطوا في بداية انطلاق الحراك الجنوبي منتصف 2007م.

وتوافد الآلاف من أبناء الضالع إلى "ملعب نادي الصمود الرياضي"/ لإحياء الذكرى الخامسة لثلاثة من أوائل شهداء الحراك الجنوبي (وليد صالح عبادي، ومحمد قايد عبادي، وصلاح القحوم)، حاملين صور الشهداء الثلاثة ومرددين هتافات تعاهد الشهداء بالوفاء في مواصلة نضالهم والانتصار لتضحياتهم.

ورفع المشاركون أعلام الدولة الجنوبية قبل عام 90م، وصور الرئيس الجنوبي السابق علي سالم البيض، فيما منع المنظمون رفع أي صور أخرى أو شعارات تروج لطرف معين من أطراف الحراك بعد خلافات في صفوفه.

وصباح أمس: وصل حسن باعوم، رئيس المجلس الأعلى للحراك، إلى الضالع قادماً من عدن للمشاركة في المهرجان، الذي شارك فيه عدد من قادة الحراك الجنوبي بينهم صلاح الشنفرة وعبده المعطري.

وألقى كلمة مقتضبة في المهرجان دعا فيها جماهير الحراك الجنوبي إلى "وحدة الصف"، "والصمود واستمرار النضال السلمي حتى تحقيق الاستقلال".

وكان في مقدمة الحاضرين للمهرجان الجماهيري، رفقة عدد من القادة المحليين لهيئات ومجالس الحراك في الضالع، رئيس مجلس حراك محافظة الضالع،شلال علي شايع، رغم المعلومات التي قالت، أمس الأول، إنه لن يشارك في المهرجان جراء خلاف ظهر مؤخراً في صفوف المجلس الأعلى للحراك بين باعوم ونجله فادي، وإلى جانبهم عدد من قادة الحراك، من جهة، وبين الهيئة العليا لمجلس الحراك السلمي وهيئات الحراك في محافظة الجنوب من جهة أخرى.

 والخميس الماضي: تفد حسن باعوم باتخاد قرار ألغى، بموجبه، هيئات الحراك في المحافظات وسط رفض شعبي واسع للقرار الذي وصف بالانفرادي الإقصائي.

وكان عضو رئاسة المجلس الأعلى للحراك، صلاح الشنفرة، الذي يقف إلى جانب باعوم في قرار إلغاء هيئات الحراك، وتشكيل لجنة تحضرية لعقد مؤتمر وطني لمجلس الحراك، نهاية الشهر الجاري، دون موافقة هيئات وأطر الحراك، حاول إلقاء كلمة في مهرجان أمس في الضالع، ما دفع معظم المشاركين في الفعالية إلى الانسحاب من ساحة المهرجان.

وقال نشطاء حراكيون شاركوا في المهرجان إن الشنفرة ألقى كلمة، وعندما ذكر المؤتمر الوطني للحراك انسحب عدد من المشاركين في المهرجان بحجة أن الشنفرة حاول الترويج للمؤتمر الوطني، الذي حدد بموجب القرار الذي أتخده باعوم دون الرجوع لهيئات الحراك. وأكدت المعلومات أن المنسحبين من أنصار شلال علي شائع.

وساد الشارع الجنوبي جدل واسع حول مخاوف حدوث خلافات خلال سير برنامج مهرجان الضالع، فضلاً عن شكوك حول عدم حضور، رئيس مجلس حرا الضالع شلال شايع إلى جانب قادة هيئات الحراك بالمحافظة، الذين يحظون بتأييد شعبي كبير في الضالع، للمشاركة في مهرجان أمس، وهو الأمر الذي عده ناشطون وقادة في الحراك السبب الرئيسي لضعف أعداد المشاركين في المهرجان رغم حضور رئيس مجلس الحراك حسن باعوم، الذي تحظى الفعاليات التي يشارك فيها، عادة، بحضور جماهيري واسع.

وفي تعليق لرئيس مجلس الحراك في الضالع؛ حول أخبار عدم مشاركته في المهرجان؛ قال شلال شايع: "إن الفعالية كانت مخصصة لإحياء ذكرى شهداء الجنوب، وبالتالي فالحضور يعد واجباً وطنياً قبل أي شيء ووفاء للشهداء الذي ضحوا بحياتهم في سبيل الجنوب".

وعن انسحاب الجمهور من ساحة المهرجان خلال إلقاء صلاح الشنفرة كلمته؛ قال شلال: "كان انسحاباً عفوياً من المشاركين بسبب رفضهم لأي توظيف سياسي من قبل أي طرف يسعى لاستغلال الفعالية المخصصة لإحياء ذكرى الشهداء للدعاية لصالح مؤتمرات أو قرارات انفرادية تؤدي لأضعاف الحراك وإضعاف وحدة الصف الجنوبي".

وكشف شلال شايع عن اتفاق مسبق بين اللجنة المنظمة لمهرجان أمس، وهيئات الحراك في الضالع، من جهة، وبين "الطرف الذي قرر منفرداً عقد مؤتمر وطني لمجلس الحراك"، ومن جهة أخرى، "قضى بعدم القيام بمحاولات لتكريس الفعالية لصالح الدعاية السياسية لصالح طرف معين، أو الترويج لمؤتمرات أو مشاريع رفضت شعبياً، ورفضت من قبل هيئة مجلس الحراك الأعلى ومن قبل هيئات الحراك ومجالسه في جميع محافظات الجنوب".

وبعد المهرجان؛ خرجت مسيرة من "ملعب نادي الصمود" جابت شوارع الضالع، ذهاباً وإياباً، ردد خلالها المشاركون شعارات مطالبة بالانفصال، "وهتافات رافضة لأي مشاريع تنتقص من حق شعب الجنوب في الحرية وتقرير مصيره".

وقوبل اجتماع باعوم، وبعض القادة في الحراك، وما خرجوا به، الخميس الماضي، من قرارات تضمن إلغاء هيئات الحراك، والإعلان عن لجنة تحضيرية لعقد مؤتمر وطني جنوبي لمجلس الحراك، برفض واسع النطاق من قبل قادة ونشطاء الحراك الجنوبي.

ودفع الرفض الواسع "مجموعة باعوم" إلى إصدار بلاغ صحفي عمموه، بعد منتصف ليل الأحد الماضي، قالوا فيه: "إنه قد حصل نوع من الخطأ في صياغة البيان السابق الذي ورد فيه قرار إلغاء هيئات الحراك"، غير أن البلاغ لم ينف صراحة قرار إلغاء هيئات الحراك.

وقالت اللجنة، التي تطلق على نفسها اللجنة التحضيرية للمؤتمر الجنوبي الأول لمجلس الحراك السلمي الأعلى، في البلاغ الصحفي المقتضب، الذي وزعته على تبعض المواقع الإخبارية بعد منتصف ليل الأحد وقبيل فعالية الضالع بساعات: " قد حصل نوع من الخطأ في صياغة البيان في الفقرة الخاصة بوضع هيئات المجلس (إلغاء الهيئات..).

إن المفهوم الحقيقي لما جاء في صياغ الفقرة المذكورة هو أن القيادة العليا للمجلس  الأعلى للحراك ستقوم بعملها اللجنة التحضيرية بصورة مؤقتة  حتى انعقاد المؤتمر وإنهاء أعمله، أما الهيئات الأعلى على مستوى المحافظات والمديريات للمجلس الأعلى للحراك فهي تمارس عملها وفقاً لتقاليد العمل وأنظمة المجلس المقرر وعليها القيام بمهامها على النحو المطلوب".

واعتبر البلاغ الصحفي "مجرد محاولة من قبل جماعة باعوم لاستدراك الموقف وامتصاص الرفض  الحركي الكبير لقراراتها الانفرادية إلى جانب مخاوف، من حدوث عزوف جماهير عن المشاركة في فعالية الشهداء في الضالع أمس والتي أعلنت اللجنة عن مشاركة باعوم فيها".

واعتبرت مصادر في الحراك انسحاب مشاركين في المهرجان أثناء إلقاء الشنفرة لكلمته المؤيدة لقرارات باعوم "بمثابة رسالة قوية للمجموعة التي تسعى لعقد مؤتمر وطني للحراك متجاوزة جميع هيئاته، حسب ناشطين في الحراك".

المصدر:صحيفة"الشارع"

زر الذهاب إلى الأعلى